شاءت قرعة بطولة كأس الأمم الأفريقية أن يبدأ منتخبنا الوطني لكرة القدم مهمته الانتحارية بأدغال غانا دفاعاً عن لقبه وتربعه علي قمة الكرة الأفريقية من الآخر. لأنه سيواجه في افتتاح مشواره في البطولة أسود الكاميرون وهم ببساطة شديدة يمثلون أحد معاقل الكرة في القارة السمراء وأحد أبرز المنتخبات المرشحة بقوة للمنافسة علي الفوز ببطولة الكأس وبالتالي فإن المباراة تعتبر نهائي مبكر وبمثابة اختبار حاسم وصعب أمام منتخب الفراعنة ليعلن فيه عن نفسه.. ويؤكد للعالم أنه يمتلك كل مقومات التي تؤهله للدفاع عن لقب البطولة مهما كانت التحديات.. ومهما كانت شراسة المعارك الكروية الضارية التي سيخوضها مع وحوش أفريقيا.. وإذا كان البعض يري أن كعبنا عالي علي أسود الكاميرون فإن التاريخ يقول إن هذا الكعب العالي فقط في الودي وليس في المباريات الرسمية وارجعوا للتاريخ.. ولكن لابد أن نتفق أن كل مباراة لها ظروفها.. وأن فريقنا الوطني ظهر بمستوي مطمئن إلي حد ما خلال مبارياته التجريبية استعداداً للعرس الكروي الأفريقي.. وإن كانت هناك تحفظات علي مستوي خط الدفاع الذي انكشف مع تعرضه لأول ضغط هجومي من لاعبين يمتلكون الخبرة والمهارة بمنتخب أنجولا والذي سجل في مرمانا ثلاثة أهداف.. دفعة واحدة في مباراة واحدة بقيادة فلافيو وإذا كان خط هجومنا قد أثبت نجاحات جيدة بقيادة متعب وعمرو وزيدان فإن خط الدفاع وضح أنه في حاجة إلي عملية ترميم شديدة نأمل أن يكون حسن شحاتة المدير الفني للمنتخب قد انتهي من إتمامها وأن يكون قد قرر اللعب بطريقة الليبرو الصريح وأن يلعب بمدافعين يتمتعون بطول القامة ويجيدون ألعاب الهواء حتي نضمن تأمين العمق الدفاعي لمنطقة مرمانا ونجاري عمالقة الكاميرون بقيادة الأسد المفترس إيتو الهداف العالمي وأري أن الأنسب لخط الدفاع اليوم هم الثلاثي شادي محمد ووائل جمعة ومحمود فتح الله حتي يعود إبراهيم سعيد وعموماً فإذا كانت مواجهة أسود الكاميرون في افتتاح مباريات مجموعتنا تحتاج لترويضهم واصطيادهم بتحقيق الفوز عليهم حتي نفتح أمام أنفسنا باب الصعود علي مصراعيه لدور الثمانية في البطولة فإن التعادل في لقاء الافتتاح لن يكون سيئاً رغم أنه سيترك الباب موارباً للصعود.. والمهم أن يبدأ الفراعنة رحلة الدفاع عن لقبهم بقوة وبروح البطولة وبثقة في النفس وأن يبعثوا برسالة من "الآخر" لكل الطامعين في الكأس الأفريقية الغالية إنهم قادرون علي الاحتفاظ به وتكرار إنجاز القاهرة .2006