غضب وخيبة فى الزمالك.. وبكاء على التاريخ الذى ينهار

عاد الفريق الكروى الأول بالزمالك من جديد إلى فصوله الباردة، ومواصلة هوايته فى حرق دم جماهيره، وإصابتهم بأمراض الضغط والسكر والقلب. وعاشت الجماهير البيضاء ليلة حزينة بعد الخسارة من الأوليمبى بثلاثة أهداف مقابل هدف فى كبرى مفاجآت الدورى، وذلك فى اللقاء الذى جمعهما أمس الأول، ضمن مباريات الجولة التاسعة لبطولة الدورى على أرض ملعب الكلية الحربية.

قدم الزمالك اسوأ عروضه هذا الموسم، وغابت الروح عن جميع اللاعبين الذين فقدوا الإحساس بالمسؤولية، فلم يكن هناك أى انسجام بين خطوط الفريق الثلاثة، خصوصًا خط الدفاع الأسوأ، الذى تسببت أخطاؤه القاتلة فى الخسارة، وأثبت عمرو عادل عدم صلاحيته،

فضلاً عن البطء الشديد لهانى سعيد، الذى ظهر وكأنه مرغم على المشاركة، وشاركهما فتح الله السوء، أما خط الوسط فحدث ولا حرج، حيث لم يكن له أى تواجد طوال المباراة، وتفوق لاعبو الأوليمبى عليهم رغم النقص العددى، فيما أكد ظهيرا الجنب أنهما الأضعف فى الفريق،

رغم أن ريكاردوا بذل جهدا ملموساً، بعكس أحمد غانم، الذى أكد مجددًا أنه نقطة الضعف الأكبر، وغاب ثنائى الهجوم أجوجو ومصطفى جعفر تمامًا، ولم يكن لهما أى وجود فى الملعب، وبد وكأنهما ضيفا شرف يتنزهان بلا أدنى روح أو إحساس بالمسؤولية، وحتى جمال حمزة بعد مشاركته لم يبال بالنتيجة، ولم يقدم شيئًا يثبت به غيرته على ناديه، وهو نفس حال شريف أشرف المتواضع فنيًا.

واكتفى الجهاز الفنى العقيم بالفرجة دون أن تكون له أى بصمة، وخرجت الجماهير غاضبة من الاستاد، وهاجمت مجلس الإدارة والجهاز الفنى واللاعبين، وحملتهم مسؤولية الخسارة، وحاصرت قوات الأمن مقر النادى بميت عقبة خوفًا من الجماهير الغاضبة، التى هتفت كثيرًا ضد مجلس الإدارة برئاسة ممدوح عباس، وطالبت برحيله،

واعتدت بالألفاظ على حازم إمام الذى تواجد فى المقصورة وحملته مسؤولية ما يحدث للفريق، كما طالبت بإقالة هولمان وجهازه المعاون وتدعيم الفريق بلاعبين جيدين وإبعاد المفلسين.

فيما تحولت غرفة خلع الملابس بعد المباراة إلى ساحة اتهامات متبادلة بين اللاعبين والجهاز الفنى، وأكد عبدالواحد السيد، أن المجموعة الحالية لا تستحق شرف ارتداء الفانلة البيضاء، وطالب إدارة النادى بتسريح اللاعبين والاعتماد على الناشئين الفترة المقبلة إذا كانت ترغب فى أن يستعيد الفريق قوته،

مشيرًا إلى أنه لم يجد سوى أن يضرب كفا على كف وهو يشاهد الأداء السيئ للاعبين. فيما أكد هولمان للاعبين أنه لم يشاهد أسوأ منهم من قبل لافتقادهم روح الولاء والانتماء لناديهم واستسلامهم التام للهزيمة، وقال إنه حزين لتدريب مثل هذه المجموعة فيما دخل هانى سعيد، وعمرو عادل، وفتح الله، فى مناوشات جانبية وتحميل كل طرف الآخر مسؤولية الأهداف.

وغادر الألمانى هولمان صباح أمس القاهرة متوجهًا لألمانيا بدعوى قضاء إجازة قصيرة والعودة الخميس وسط أنباء عن أنه سيكرر سيناريو هروبه من الأهلى. وعقد ممدوح عباس، رئيس النادى اجتماعًا طارئًا حضره أعضاء مجلس الإدارة تم خلاله بحث السبل الكفيلة بإخراج الفريق من أزمته، ومنها إقالة الجهاز الفنى بقيادة هولمان وتولى محمود سعد المسؤولية خلفًا له،

كما تم طرح اسمى الجوهرى، وحسام حسن، وكذلك إبراهيم يوسف وإسماعيل يوسف، فيما فضل البعض استمرار الجهاز الحالى حتى نهاية عقده، أو الإطاحة بطارق يحيى بعد تزايد خلافاته مع المدير الفني. من جانبه، أكد محمد عامر، نائب الرئيس، أن جميع الحلول والاقتراحات مطروحة بعد الخسارة الكبيرة، التى يتحمل اللاعبون الجزء الأكبر منها لاستهتارهم وعدم الإحساس بالمسؤولية،

وأكد أن المجلس سيفرض عقوبات رادعة عليهم بعد الاطلاع على تقرير الجهاز الفنى. فيما فتح حازم إمام النار على اللاعبين، وأكد أن عددًا كبيرًا منهم لايصلح لارتداء الفانلة البيضاء، وأنهم حفروا أسمائهم بأحرف سوداء فى سجلات التاريخ بهذه الهزيمة الثقيلة.

وقال: لقد غابت روح البطولة عن اللاعبين ونسوا أنهم فريق يلعب للبطولات، ومطالب بالفوز فى كل المباريات، وليس الفوز فى مباراة والخساراة فى أخرى.

وقال: هناك حاجة غلط فى الفريق، وأكد معتمد جمال المدرب المساعد أن لاعبى فريقه قدموا أسوأ مباراتهم هذا الموسم، حيث ظهروا بعيدًا عن مستواهم، وكان هناك نوع من الاستهتار والتهاون فى التعامل مع الخصم.

ورفض تحميل الجهاز الفنى المسؤولية، وأكد أنه لم يقصر فى شىء ودائمًا يسعى لمعالجة السلبيات وتصحيح الأخطاء، ولكن أداء اللاعبين أصبح لغزًا محيرًا للجهاز نفسه،

مشيرًا إلى أن هولمان حذر اللاعبين من التعالى على الفرق الصغيرة، وطالبهم بضرورة التركيز فى الملعب ولكن دون جدوي، وطالب بضرورة نسيان الهزيمة والتفكير فى المباريات المقبلة، والتى لابد من الفوز فيها حتى يستعيد الفريق توازنه.