فى كل الجيوش النظامية يوجد ما يسمى بقوات الإحتياط...وهى تلك القوات المنوط بها مهمة حماية الجبهة الداخلية فضلا عن وجودها دائما على أهبة الإستعداد لإمداد الخطوط الأمامية بكل ما قد تحتاج إليه لمساعدتها على الإستمرار فى الصمود..والتصدى..حتى النصر وليس أدل على أهمية تلك القوات من أنه فى أحيان كثيرة تعمد القوات المعادية إلى ضرب خطوط الإمداد وتدمير الإحتياطى الإستراتيجى حتى من قبل الإشتباك مع الخطوط الأمامية حتى تضمن أن ما تحدثه بها من خسائر لن يتم تعويضه...فيسهل إبادتها بعد ذلك عفوا....ولكننى عن (قوات الإحتياط الزمالكاوية) أتحدث...وعن قائدها الجنرال محمود سعد يا سادة...من منكم فكر فى إحساس هذا القائد بعد أن أتم واجبه المقدس فى إنقاذ وطنه الأبهيض من محنته وصدر له الأمر لكى يعود إلى قواعده...هناك... فى الخلف؟ تراه سيشعر بالحزن؟...تراه سيشعر بالإنكسار؟...تراه سيشعر بالنكران؟ فكرت كثيرا..وبحثت فى تاريخ الرجل وتابعت حتى فجأتنى الإجابة كشمس الصباح قاطعة لاشية فيها لا وألف لا..بل هو الأن يشعر بالفخر.. ولا شئ غير الفخر... فلقد أدى واجبه ياسادة...لقد إستخدمت كل محركات البحث التى تعرفونها محاولا الحصول على مادة فيلمية لهذا الجنرال...وفشلت فأمثاله ممن يؤمنون بقضية ويعيشونها...يفضلون أن يعملوا فى صمت من منكم سمع عن بلدوزر الزمالك الجديد(سيد مسعد) قبل أن نعرف أنه أحد إكتشافات وش السعد...الجنرال محمود سعد من منكم سمع عن المفاوضات الشاقة لضم مهاجم منتخب الشباب الواعد أحمد فتحى(بوجى) إلا بعد أن أنهاها فى صمت..الجنرال محمود سعد من منكم كان يتصور أن الزمالك يملك هذه الكوكبة المذهلة من المواهب(مثل حازم إمام والميرغنى وعلاء على وحسام عرفات...وغيرهم كثير )و التى أسعفت الزمالك وهو يترنح فى الموسم الماضى إلا بعد أن كشف عنها النقاب فى صمت..الجنرال محمود سعد من منكم كان هناك..فى إستاد المقاولون العرب بعد مباراة المقاولون مع الزمالك فى الدور الثانى من الموسم الماضى وشاهده وهو يسقط فى صمت مصابا بأزمة صحية شديدة..فينقل إلى المستشفى..ويعود فى اليوم التالى مباشرة..فى صمت أيضا لكى يستأنف عمله مع الفريق الأول ومع قطاع الناشئين فى نفس الوقت..إنه الجنرال محمود سعد فمن حقه الأن...بل من أبسط حقوقه علينا... وهو يعود إلى قواعده اليوم ويلملم أشياءه فى صمت ...أن نقف له جميعا دقيقة وفاء...نبعث له من خلالها رسالة إعزاز وعرفان وتقدير وأستأذنكم فى أن أنوب عنكم فأكون من يكتب إليه هذه الرسالة سيدى الجنرال ما أنا إلا جندى فى سلاح الشؤن المعنوية..ذاك الساكن مدرجات الدرجة الثالثة..ودائما الثالثة..أنا مجرد قطرة فى هذا الموج المتلاطم الذى تراه فور نزولك مع رجالك إلى أرض الميدان..يهتفون لك بهتافهم الشهير...(محمود يا سعد...يا وش السعد) ولكم عدت مغتبطا فقط لأنك أشرت إلينا بيدك ثم وضعتها على رأسك كعادتك...ولربما لم تلحظ أيادينا نحن بعد أن نحييك ونحن نضعها على القلب... نعم...فأنت فى القلب سيدى الجنرال لطالما طاردتك الأضواء فهربت منها...فإسمح لى اليوم أن ألقى على تاريخك المضئ المرصع بالإخلاص للقلعة البيضاء مزيدامن الضوء لمن لا يعرفونك جيدا لعلهم ينضمون إلينا نحن الواقفون على جنبات طريق عودتك إلى الخط الخلفى حيث تصنع الأبطال لنلقى عليك أكاليل الغار..لطالما عدت منتصرا..ولكن فى صمت الجنرال محمود سعد فى سطور اشتهر بين جماهير الزمالك بوش السعد نظرا لاستطاعته الخروج بالزمالك من كبواته التي تلاحقه علي مدي تاريخه, وعرف بحبه الشديد وولائه الكامل للزمالك فلم يبخل علي النادي في لحظة احتياجه له , ولم ينظر يوما ما إلي منصب اجتماعي أو شو إعلامي أو ظهور جماهيري, شخصية اقل ما توصف به من كلمات هي العشق والولاء, انه رجل الأزمات المحارب ومعبود جماهير الزمالك الذي يحظى بحب وعشق الصغير قبل الكبير ..انه الدكتور الخلوق محمود سعد.
ولد بقرية الخانكة بمحافظة القليوبية, و انضم محمود سعد اللاعب الصغير إلي ناشئين نادي الزمالك تحت سن 16 سنة في عام 1968 مع مجموعة من اشهر لاعبي الزمالك علي مدي تاريخه أمثال فاروق جعفر و غانم سلطان وعلي خليل والخواجة ومجدي سالم.
واستطاع سريعا أن يثبت نفسه وبجداره ضمن صفوف الناشئين ليتم تصعيده إلي الفريق الأول في عام 1970, إلا أنه ولسوء حظه لم يشارك في المباريات الرسمية, ليس لتقصير منه ولا لخلافات مع الجهاز الفني ولا غيره ولكن بسبب خارج عن إرادته وهو إيقاف النشاط الرسمي لكرة القدم فشارك في المباريات الودية وظهر بمستوي جيد, حتى أتيحت له فرصة السفر للعب خارج مصر فلعب في لبنان حتى عودة النشاط الرسمي مرة أخري إلي النادي فعاد سريعا ليلتحق بالفريق الأول .
أول ظهور رسمي لمحمود سعد مع الفريق الأول لنادي الزمالك كان أمام النادي الأوليمبي السكندري وانتهي اللقاء بفوز الزمالك علي الأوليمبي بهدف.
بطولات.. وأمجاد.
حقق محمود سعد مع الزمالك أربع بطولات , ثلاث منها لكأس مصر وواحد للدوري الممتاز, فقد حصد مع الزمالك بطولات كأس مصر لأعوام 75 و77 و79 وبطولة الدوري الممتاز لعام 77/78, ويبدو جليا أن تلك البطولات كانت في أعوام شبه متتالية وفي فترة وجيزة جدا .
وانضم محمود سعد إلي المنتخب الوطني في عام 1975 ليكون رجلا للأزمات ومحارب عنيد في الأوقات العصيبة فكانت تسند له المهمة دائما برقابة أخطر المهاجمين وصانعي الألعاب وكان دائما يبدو جيدا جدا فيحول بينهم وبين الشباك ولن نجد تدليلا علي ذلك إلا عندما أسندت إليه مراقبة الخطيب وهو في أزهي أوقاته فتصدي له محمود سعد ليحول بينه وبين الكرة طيلة المباراة!
لاحظ الجميع ولاء محمود سعد الشديد لنادي الزمالك وعشق ميت عقبة الذي يسري بدمه فلم يحاولوا استبعاده أبدا من قائمة المباريات خصيصا مع حب اللاعبين له وعلمه بمشاكل الجميع من اقترابه منهم ومحاولته الدائمة لحل مشاكلهم داخل بيته, فكان أبا وأخا وصديقا في جميع الأوقات فكم من فترات تم استبعاد فيها معظم اللاعبين الأساسين واللعب بالناشئين إلا أن محمود سعد لم يغادر القائمة حتى في أحلك الظروف اعتزال سريع.. وتواصل للحب
وفي عام 1981 أصيب محمود سعد ولكنه لم يبتعد عن الفريق ولا عن زملائه فكان دائم السؤال عنهم والتواجد بينهم وبين متطلباتهم واحتياجاتهم, فلا حظ المدرب اليوغسلافي مايكل ايفرت حب اللاعبين له بالإضافة لقوة شخصيته التي تحظي دائما باحترام اللاعبين فعرض عليه الانضمام للجهاز الفني ليساعده في تدريب الفريق ولم يتردد محمود سعد في العرض ولم يطلب مهلة للتفكير فكان الهدف الأساسي له دائما خدمة الزمالك داخل أي مجال ومن أي منصب أو مكان, وبالفعل أعلن اعتزاله في مباراة يوم 18 فبراير عام 1982.
ثم انضم محمود سعد للعمل بقطاع الناشئين في نادي الزمالك وأسهم في اكتشاف أبرز وجوه الكرة المصرية علي مدار تاريخها أمثال حازم إمام ومدحت عبد الهادي ومحمد صبري وأسامه نبيه وغيرهم سعد.. وش السعد.. ورجل الأزمات. وش السعد كان دائما رجل الأزمات لنادي الزمالك فكان دائما يتولى تدريب الفريق الأول في أوقات الشدة حينما تشتد طقوس الحروب وتزأر الجماهير وتبدأ الدوامات وكان يبلي بلاءا حسنا دائما, فيخرج بالفريق من كبوته دائما ليكون المحارب الشجاع, أول استعانة به للفريق الأول كانت بعد أزمة جعفر حيث انضم إلي الجهاز الفني مع ننكوفيتش الذي رحل سريعا ليتولى سعد وحده قيادة الفريق عام 86 ليأتي الإنجليزي باركر ويفوز الزمالك ببطولة أفريقيا لهذا العام.
ثم تمت الاستعانة به بعد ذلك مع عصام بهيج ليفوز الزمالك بالدوري والكأس والبطولة الأفروأسيوية في موسم واحد.
ثم تولي تدريب المنتخب الأوليمبي وصعد به لدورة برشلونة لعام 1992, ثم عاد مرة أخري لنادي الزمالك مع الجوهري ليعاونه ليفوز الزمالك ببطولة أفريقيا والسوبر عام 1993 .
ويرحل بعيدا عن الفريق الأول ليعود مرة أخري مع المدرب الألماني فيرنر ليفوز الزمالك بالبطولة الأفريقية عام 1996 والسوبر الإفريقي لعام 1997.
بعدها اتجه محمود سعد إلي رحلة السفر فتولي الإشراف علي المنتخبات اللبنانية وتأهل بالمنتخب اللبناني لنهائيات تايلاند عام 1998.
وبعد مباراة الأهلي والزمالك الشهيرة التي انتهت بفوز الأهلي 6/1 علي الزمالك , كان الزمالك في أشد أزماته النفسية والمعنوية فلم يجدوا خيرا من سعد للاستعانة به فتولي الفريق وأحرز كأس مصر عام 2002 سعد.. ماجستير ودكتوراه.
بعدها فضل وش السعد الراحة قليلا فاتجه إلي الدراسة النظرية الكروية ليحصل علي درجة الماجستير ثم يعود بعدها ليتولى تدريب القناة وكأن الكرة تسري مجري الدم من سعد.
ويعود الزمالك إلي أزماته من جديد فيتم الاستعانة به من جديد ليتولى تدريب الفريق عام 2007\2008 مع هنري ميشيل الفرنسي إلا ولأسباب شخصية لم يستمرا سويا فيقال سعد من الفريق الأول ليكون مسئولا عن قطاع الناشئين بنادي الزمالك, ليسهم في التعاقد مع لاعبين صغار السن ليتم تصعيدهم إلي الفريق الأول ويكون له دورا أساسيا في فتح أكاديميات لقطاع الناشئين لنادي الزمالك علي مستوي جمهورية مصر العربية , ويحصل علي درجة الدكتوراه والخاصة بقطاع الناشئين والنشأ الكروي وتقدم مستوي الكرة المصرية وهاهو الأن وقد أتم أخر مهماته بإنتشال الزمالك من أزمته العصيبة الموسم الماضى يعودليستمر في عمله كمدير لقطاعات الناشئين وأكاديميات الزمالك...فله نقول سيادة الجنرال محمود سعد قائد قوات الإحتياط الزمالكاوية...شكرا...أنت فى القلب.