ياسر أيوب يكتب : سمير زاهر
١٩/ ١٢/ ٢٠٠٩
لم أكن أنوى أن أكتب الآن عن سمير زاهر لأكثر من سبب أهمها على الإطلاق أننى لم أشأ المشاركة فى تلك الحرب الساخنة القائمة ضد الرجل لدوافع وحسابات شخصية ليس بينها مصلحة الكرة المصرية.. ولأننى أرى أن شهر السلاح فى وجه رجل فى محنة أو أزمة ليس بطولة وليس شرفا يستدعى القتال والمحاولة..
ولأننى لا أحب أن أختلف مع أحدهم فى رأى أو موقف فأهيل فوقه كل تراب العالم وكل شتائمه وإهاناته ولعناته وفضائحه أيضا.. فإن كانت هناك لسمير زاهر أخطاء ونواقص وعيوب.. فهو بالتأكيد له مزايا وفضائل ونجاحات كثيرة وحقيقية..
ولكننى أكتب الآن معارضا لسمير زاهر فيما أعلنه مؤخرا وأنه ينوى أثناء المؤتمر الصحفى العالمى الذى سيعقده أن يقوم بتلطيخ علم الفيفا بالدم احتجاجا على سياسة الفيفا وفضحا لعدم عدالة ونزاهة المؤسسة الكروية العالمية الكبرى..
وقد انزعجت كثيرا وجدا لهذا الإعلان الذى جاء على لسان رئيس اتحاد الكرة فى بلدى.. فهذا ليس تصريح رجل مسؤول قرر أن يتصدى لإدارة أزمة بحجم أزمة مصر الكروية مع الجزائر.. وإنما هو رد فعل صبيانى وانفعال هائج وأحمق لن تستفيد منه مصر شيئا ولكن قد تخسر بسببه أكثر وأشد مما خسرت بالفعل حتى الآن..
والمثير فى الأمر أن سمير زاهر وهو يعلن ذلك.. أكد أنه شاور زملاءه فى مجلس إدارة اتحاد الكرة وكلهم وافقوه على ذلك.. وأنا أشك فى ذلك.. لأن هناك بين هؤلاء الزملاء من أثق تماما فى حكمتهم ورجاحة عقلهم وأنهم لا يمكنهم موافقة الرئيس على مثل هذا العبث.. فما هو معنى تلطيخ علم الفيفا بالدم وما هى الجدوى وما هى الرسالة التى يريد زاهر أن ينقلها الآن للعالم كله عن مصر..
ثم إنك يا سيدى الرئيس لست فى مظاهرة حماسية صاخبة تنتهى بحرق علم الولايات المتحدة أو إسرائيل تعود بعدها إلى بيتك وأنت ممتلئ بالنشوة لأنك أديت واجبك وأرضيت ضميرك بينما ستبقى الولايات المتحدة على حالها، وإسرائيل أيضا، بنفس جرائمها وتوحشها.. ولكنك الآن تدير مؤسسة الكرة المصرية..
وقلت لنا كثيرا من قبل إنك لست تابعا للدولة أو لحسن صقر.. وأنه حتى أحكام القضاء المصرى لا تستطيع إقصاءك عن مقعدك لأنك تستمد شرعيتك من الفيفا التى تريد الآن أن تحرق علمها وتلطخه بالدم.. وحين عاتبك الكثيرون على خطايا كثيرة قلت إن الفيفا وحدها هى التى تملك محاسبتك..
وحين طالبك الناس بتعيين امرأة بدلا من سحر الهوارى قلت إن لوائح الفيفا لا تمنعك صراحة من الإبقاء على سحر وأنها تسمح لك حتى بإلغاء بند الثمانى سنوات فى اللائحة المصرية لتبقى أنت رئيسا إلى ما تشاء أو يشاء لك الآخرون.. فما الذى جرى الآن..
لماذا كل هذا العداء المفاجئ للفيفا.. ما الذى فعلته الفيفا لمصر لتدعونا كلنا الآن لنحرق علمها ونلعنها ونقذفها بالطوب والحجارة.. ثم إنك لم تقل لنا دم من الذى ستضعه على علم الفيفا.. ومن الواضح أنك فقط تكابر وتعاند بكثير من الكبرياء لا الغرور ولا تريد الاعتراف بهزيمتك.. أو على الأرجح هزيمتنا كلنا رياضيا وإعلاميا..
وبالتالى هى لم تعد حربك أنت وحدك لتقرر وحدك الخطوة التالية.. ولم يعد من حقك أن تقود الكرة المصرية لحروب أخرى دون استعداد ودون ذكاء.. ودعنا الآن نتعلم من أخطائنا السابقة ونفكر بعقولنا وليس بأقدامنا أو جيوبنا أو مصالح شخصية للبعض منا.. ويكفى أنك أنت الرابح الوحيد مما جرى.. فلم يحاسبك أحد حتى الآن ولم يسألك لماذا خرجنا من كأس العالم.